إضطرته ظروف العمل أن يسكن في منزل متعدد الطوابق والجنسيات ، ولكنهم كلهم عرب !!
كان لا يحب الأماكن المغلقة ، ولأنه يضيق بالأماكن المغلقة ، فكانت علاقاته أيضا ً لا تميل للإنغلاق .. كان كتابا مفتوحا للجميع . واضح الصفحات ، والحروف والكلمات ..
أزعجه السكان !!
فكل شقة في المساء تخرج أمام بابها كيس قمامتها بما يحوي من بقايا الأسماك والطيور واللحوم !!
وكل مساء أيضا ً تتكاثرالقطط لتفتك بالأكياس ، وتتناثر البقايا والأشياء !!
قرر أن يضع إعلانا ً للسكان ، يقول فيه : إرتقوا وحافظوا على النظافة يا بشر !!
أما زوجته الحكيمة فنصحته وهي تلوح بسبابتها حتى كادأصبعها يخترق عينه بألا يفعل !!
سألها متعجبا ً عن الحكمة : لماذا لا أفعل ؟!
قالت ـ سينقلب الجميع علينا (لأننا عرب ) !! ، وسيصل إعلانك وكأنك تقول لهم : نحن أفضل منكم وأنظف منكم لأننا لا نخرج قمامتنا مثلكم !!
ـ والعمل ؟!
فكرت الزوجة الحكيمة قليلا ً ، وبعد أن حـكــًّت شعرها بأظافرها الطويلة المطلية بلون الدم . قالت :
ـ ستكتب إعلانا ، ولكنه ليس للجيران !!
اكتب معي صيغة الإعلان حتى لا يغضب منا جيراننا العرب ..
وبعد أن أخذت ملامحها هيئة الحكمة التي يعشقها . قالت آمرة : اكتب ياولد !! :
في وسط الصفحة بالبنط العريض : إعلان هام.. من أول السطر : ممنوع على القطط الإقتراب من النفايات !!
•إنتهت .